الاثنين، 21 نوفمبر 2016

الوهابية تحت المجهر



                                                                                                         
                                             

رسالة في زيارة النبي وجواز زيارة القبور من كتب اهل السنة)
 بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ربي العالمين والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين ابي القاسم محمد وعلى اله سفن النجاة واعلام الورى.
اما بعد:
من الامور التي وقع التكفير من خلالها هي زيارة القبور ومن ضمن هذا زيارة (خير الانبياء والبشر النبي الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم)واولياء الله
ونحن هنا نبين هل صحيح زيارة قبر النبي والتبرك به كفر وشرك وخصوصا الان الناس عندما تذهب للحج وتذهب الى المدينة المنورة والمشرفة لزيارة قبر النبي (صلى الله عليه واله وسلم )او هي من الامور العبادية وحتى افضل من ان تكون مستحبة؟
ويمكن الاجابة على هذا التسائل من خلال الروايات واقوال العلماء وانا ساذكر بختصار كلام علماء اهل السنة يكون رد على اهل البدع والكفر وهم الوهابية الذين سيطروا على الحجاز وهم يزعمون انهم من اهل السنة واهل السنة براء منهم
اما اقوال اهل البيت عليهم السلام وعلماء مدرسة اهل البيت عليهم السلام فلا اشكال فيها والواقع يشهد بهذا حتى الوهابية كفرونا بسبب الزيارة وصرنا مشركين .
واقول للشيعة خصوصا لا تشكوا في زيارتكم لقبور الاولياء واهل البيت عليهم السلام لانه من العبادات التي يحبها الله ورسوله
والان نبدء بتوفيق من الله..
اما الروايات نذكر منها
1-292 - حدثنا أحمد بن رشدين قال : نا علي بن الحسن بن هارون الأنصاري قال : حدثني الليث ابن ابنة الليث بن أبي سليم قال : حدثتني عائشة ابنة يونس ، امرأة ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من زار قبري بعد موتي ، كان كمن زارني في حياتي »
كتاب المعجم الاوسط للطبراني باب من اسمه احمد ج1ص291
2-64 - حدثنا أبو داود قال : حدثنا سوار بن ميمون أبو الجراح العبدي ، قال : حدثني رجل من آل عمر ، عن عمر رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من زار قبري » أو قال : « من زارني كنت له شفيعا أو شهيدا ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله في الآمنين يوم القيامة »
كتاب مسند الطيالسي ج1ص70
3-[2691] وعن عمر بن الخطاب- رضي اللّه عنه- سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من زار قبري- أو قال: من زارني- كنت له شهيدًا- أو شفيعًا- ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله- عز وجل- في الآمنين يوم القيامة".
رواه أبوداود الطيالسي بسند ضعيف لجهالة التابعي، ورواه البزار بزيادة طويلة، ورواه البيهقي وقال: إسناد مجهول، وله شاهد من حديث سبيعة رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير بسند صحيح.
كتاب اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة باب فضل مسجدالمدينة المشرفة والصلاة ج3ص72
اقول سياتي الرد على منكر الحديث او الذي يضعف الاحاديث في كلام العلماء
4- 13496 - حدثنا أحمد بن رشدين ثنا علي بن الحسن بن هارون الأنصاري ثنا الليث بن بنت الليث بن أبي سليم قال حدثتني جدتي عائشة بن يونس امرأة الليث عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر : قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من زار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي )
كتاب المعجم الكبير باب عبدالله بن عمرالخطاب ج12ص406
اما الروايات مع كلام العلماء
اذكر لكم من مصدرين 1-كتاب تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام 2-كتاب الموطأ
1-اما ما جاء في كتاب تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام الفصل التاسع حكم زيارة النبي (صلى الله عليه واله وسلم)وفضلها ج1ص170  للمؤلف ابن الضياء
صلى الله عليه وسلم وفضلها:
إذا انصرف الحجاج والمعتمرون عن مكة المشرفة يستحب لهم استحباباً مؤكداً أن يتوجهوا إلى مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ للفوز بزيارته، فإنها من أعظم القربات وأرجى الطاعات والحج المتاعي، وفي " شرح المختار " : لما جرى الرسم أن الحاج إذا فرغوا من مناسكهم وقفلوا عن المسجد الحرام قصدوا المدينة زائرين قبر النبي صلى الله عليه وسلم، إذ هي من أفضل المندوبات والمستحبات، بل تقرب من درجة الواجب، فإنه صلى الله عليه وسلم حرض عليها وبالغ في الندب إليها، أحببت أن أذكر فيها فصلاً أذكر فيه نبذاً من الآداب وذكرها.وفي مناسك الفارسي: أنها قريبة إلى الواجب في حق من كان له سعة. وممن صرح باستحبابها وكونها سنة من الشافعية في أواخر باب أعمال الحج الغزالي في " الإحياء " والبغوي في " التهذيب " والشيخ عز الدين بن عبد السلام في " مناسكه " ، وأبو عمرو بن الصلاح وأبو زكريا النووي رحمهم اله تعالى، ومن الحنابلة الشيخ موفق الدين والإمام أبو الفرج البغدادي وغيرهم، وأما المالكية فقد حكى القاضي عياض منهم الإجماع على ذلك، وفي " تهذيب الطالبين " لعبد الحق عن الشيخ ابن عمران المالكي: أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم واجبة، قال عبد الحق: يعني من السنن الواجبة، وفي كلام العبدي المالكي في " شرح الرسالة " : أن المشي إلى المدينة لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الكعبة ومن بيت المقدس. وأكثر عبارات الفقهاء أصحاب المذاهب تقتضي استحباب السفر للزيارة؛ لأنهم استحبوا للحاج بعد الفراغ من الحج الزيارة ومن ضرورتها السفر وأما نفس الزيارة فالأدلة عليها كثيرة ومنها: قوله تعالى: " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول " .. الآية ولا شك أنه صلى الله عليه وسلم حي وأن أعمال أمته معروضة عليه. ومنها: حديث ابن عمر المذكور في باب الفضائل يرفعه: " من زار قبري وجبت له شفاعتي " . رواه الدارقطني وابن أبي الدنيا وابن خزيمة والبيهقي في " الشعب " . وفي لفظ: " من جاءني زائراً لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقاً عليّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة " . كذا في الخلعيات، وعند أبي يعلى الموصلي بلفظ: " من زارني بعد وفاتي عند قبري فكأنما زارني في حياتي " . وفي لفظ الدارقطني: " كان كمن زارني في حياتي وصحبني " . وفي لفظ: " من زارني محتسباً إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة " . ذكره البيهقي وابن الجوزي وغيرهما. وعن ابن عدي عن ابن عمر يرفعه: " من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني " . وذكره ابن الجوزي في الموضوعات وهو غير جيد، لأن ابن عدي لما رواه بين سنده وحكم بأنه جيد، والدار قطني لما رواه في " غريب مالك " قال: تفرد به هذا الشيخ يعني النعمان بن سبل وهو منكر، ولا يلزم من هذا أن يكون المتن منكراً، وفي البيهقي في " السنن الكبير " وفي الثاني من فوائد الحافظ أبي الفتح الأزدي عن ابن مسعود يرفعه: " من حج حجة الإسلام وزار قبري وغزا غزوة وصلى عليّ من بيت المقدس لم يسأله الله تعالى فيما افترض عليه " . وفي " الدرة الثمينة " لابن النجار عن أنس يرفعه: " ما من أحد من أمتي له منعة لم يزرني فليس له عذر " . وقد تقدم في باب الفضائل الأحاديث الواردة في فضل زيارة القبر المقدس قوله في الحديث: " وجبت له شفاعتي " معناه حققت وثبتت ولزمت وإنه لا بد منها بوعده صلى الله عليه وسلم تفضلاً منه.
قال الشيخ تقي الدين السبكي وقوله: " وجبت له " إما أن يكون المراد له بخصوصية بمعنى أن الزائرين يخصون بشفاعة لا تحصل لغيرهم عموماً ولا خصوصاً، وإما أن يكون المراد أنهم يفردون بشفاعة مما يحصل لغيرهم ويكون إفرادهم بذلك تشريفاً وتنويهاً بسبب الزيارة، وإما أن يكون المراد أنه ببركة الزيارة يجب دخوله في عموم من تناله الشفاعة، وفائدة ذلك البشرى بأنه يموت مسلماً وعلى هذا التقدير الثالث يجب إجراء اللفظ على عمومه؛ لأننا لو أضمرنا فيه شرطاً لو مات على الإسلام لم يكن لذكر الزيارة معنى؛ لأن الإسلام وجه كاف في نيل هذه الشفاعة وعلى التقديرين الأولين يصح هذا الإضمار، فالحاصل أن أثر الزيارة إما الوفاة على الإسلام مطلقاً لكل زائره وكفى بها نعمة، وإما شفاعة خاصة بالزائر أخص من الشفاعة العامة. وقوله: شفاعتي في الإضافة إليه تشريف لها فإن الملائكة والأنبياء والمؤمنين يشفعون والزائر لقبره صلى الله عليه وسلم له نسبة خاصة منه يشفع فيه هو بنفسه والشفاعة تعظم بعظم الشافع فكما أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من غيره كذلك شفاعته أفضل من شفاعة غيره. انتهى كلام السبكي.
ومنها: أن نبينا صلى الله عليه وسلم أحياه الله بعد موته حياة تامة واستمرت تلك الحياة إلى الآن، وهي مستمرة إلى يوم القيامة إن شاء الله تعالى، ويشاركه في ذلك جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والدليل على ذلك أمور أحدها: قوله تعالى: " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون " . والشهادة حاصلة له صلى الله عليه وسلم على أتم الوجوه؛ لأنه شهيد الشهداء، قال الله تعالى: " ويكون الرسول عليكم شهيداً " . وإن توهم أن ذلك من خصائص القتل، فقد حصل له ذلك أيضاً من أكلة خيبر، صرح ابن عباس وابن مسعود وغيرهما بأنه صلى الله عليه وسلم مات شهيداً. ثانيها: حديث أنس يرفعه: " الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون " . وفي لفظ عند البيهقي: " الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة ولكنهم يصلون بين يدي الله عز وجل حتى ينفخ في الصور " . ثالثها: حديث أنس عند مسلم: " أتيت على موسى ليلة أسري بي وهو قائم يصلي في قبره " . رابعها: حديث الإسراء ورؤيته الأنبياء وذكره لكل أحد أنه على صورة كذا وبهيئة كذا ومستند إلى البيت المعمور، وأمثال ذلك دلائل قاطعة على أنهم أحياء بأجسادهم. خامسها: حديث أوس بن أوس " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " . وفيه دليل واضح وقد ذهب إلى ما ذكرنا دليله وأوضحنا حجته جماعته من أهل العلم وصرحوا به، منهم الإمام البيهقي والأستاذ أبو القاسم القشيري وأبو حاتم بن حبان وأبو طاهر الحسين بن علي الأردستاني، وصرح به أبو عمرو بن الصلاح ومحيي الدين النووي والحافظ محب الدين الطبري وغيرهم.
وأما حديث: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد " . فلا دلالة فيه على النهي عن الزيارة، بل هو حجة في ذلك، ومن جعله دليلاً على حرمة الزيارة فقد أعظم الجرأة على الله وعلى رسوله، وفيه برهان قاطع على غباوة قائله، وقصوره عن ذوق صافي العلم، وقصوره عن نيل درجة كيفية الاستنباط والاستدلال، والحديث فيه دليل على استحباب الزيارة من وجهين؛ الأول: أن موضع قبره الشريف أفضل بقاع الأرض، وهو صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق وأكرمهم على الله تعالى؛ لأنه لم يقسم بحياة أحد غيره، وأخذ الميثاق من الأنبياء بالإيمان به وبنصره، كما في قوله تعالى: " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه.. " الآية. وشرفه بفضله على سائر المرسلين وكرمه؛ بأن ختم به النبيين ورفع درجته في عليين، فإذا تقرر أنه أفضل المخلوقين وأن تربته أفضل بقاع الأرض، استحب شد الرحال إليه وإلى تربته بطريق الأولى. الوجه الثاني: أنه استحب شد الرحال إلى مسجد المدينة، ولا يتصور من المؤمنين المخلصين انفكاك قصده عنه صلى الله عليه وسلم، وكيف يتصور أن المؤمن المعظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم يدخل مسجده ويشاهد حجرته ويتحقق أنه يسمع كلامه ثم بعد ذلك يسعه أن لا يقصد الحجرة والقبر، ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا مما لا خفاء فيه على أحد، وكذلك لو قصد زيارة قبره لم ينفك قصده عن قصده المسجد، ومن الدليل على الزيارة الأحاديث الكثيرة الصحيحة في فضل زيارة الإخوان في الله، فزيارة النبي صلى الله عليه وسلم أولى وأولى. ومنها: أن حرمته صلى الله عليه وسلم واجبة حياً وميتاً، ولا شك أن الهجرة إليه كانت في حياته من أهم الأشياء فكذا بعد موته. ومنها: الأحاديث الدالة على استحباب زيارة القبور، وهذا في حق الرجال مجمع عليه، وفي حق النساء فيه خلاف، هذا في غير قبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ وأما زيارة قبره صلى الله عليه وسلم فالإجماع على استحبابها للرجال والنساء. ومنها: أن الإجماع على جواز شد الرحال للتجارة وتحصيل المصالح الدنيوية فهذا أولى؛ لأنه من أعظم المصالح الأخروية. ومنها: إجماع الناس العملي على زيارته صلى الله عليه وسلم وشد الرحال إليه بعد الحج، من بعد وفاته إلى زماننا هذا. ومنها: الإجماع القولي. قال القاضي عياض: زيارة قبره صلى الله عليه وسلم سنة من المسلمين مجمع عليها.
وأما الآثار فكثيرة جداً، عن يزيد المهدي قال: لما ودعت عمر بن عبد العزيز قال: إني لي إليك حاجة. قلت: يا أمير المؤمنين كيف ترى حاجتك عندي؟ قال: إني أراك إذا أتيت المدينة سترى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فأقرئه مني السلام. وعن حاتم بن وردان قال: كان عمر بن عبد العزيز يوجه البريد قاصداً من الشام إلى المدينة، ليقرئ عنه النبي صلى الله عليه وسلم السلام. وفي باب الحج من فتاوى الفقيه أبي الليث قال أبو القاسم: لما أردت الخروج إلى مكة قال القاسم بن غسان: إن لي إليك حاجة إذا أتيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم فأقرئه مني السلام. فلما وضعت رجلي في مسجد المدينة ذكرت لك. قال الفقيه أبو الليث: فيه دليل أن من لم يقدر على الخروج فأمر غيره ليسلم عنه فإنه ينال فضل السلام إن شاء الله تعالى. وفي مسند الدارمي: أنه لما كان أيام الحرة لم يؤذن في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ولم يقم ولم يبرح سعيد بن المسيب في المسجد، وكان لا يعرف وقت الصلاة إلا بهمهمة يسمعها من قبر النبي صلى الله عليه وسلم. وعن أم الدرداء قالت: لما رحل عمر بن الخطاب رضي الله عنه من فتح بيت المقدس فصار إلى الخابية، فسأله بلال أن يقره بالشام ففعل ذلك، فقال: وأخي أبو رويحة يعني عبد الله بن عبد الرحمن الخثعمي الذي آخى بيني وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل دارنا في خولان فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان، فقال لهم: إنا قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين فهدانا الله تعالى، ومملوكين فأعتقنا الله تعالى، وفقيرين فأغنانا الله تعالى، فإن تزوجونا فالحمد لله تعالى، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله، فزوجوهما، ثم إن بلالاً رأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ما هذه الجفوة يا بلال أما آن لك أن تزورني. فانتبه بلال حزيناً وجلاً خائفاً، فركب راحلته وقصد المدينة فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه، فأقبل الحسن والحسين فجعل يضمهما ويقبلهما، فقالا له: يا بلال نشتهي نسمع أذانك الذي كنت تؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ففعل، فعلا سطح المسجد فوقف موقفه الذي كان يقف فيه، فلما قال: الله أكبر الله أكبر ارتجت المدينة، فلما قال أشهد أن لا إله إلا الله ازدادت رجتها، فلما قال: أشهد أن محمداً رسول الله خرجت العواتق من خدورهن، وقالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رؤي يوم أكثر باكياً ولا باكية بالمدينة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك، ذكره ابن عساكر في ترجمة بلال. وليس الاعتماد في الاستدلال بهذا الحديث على رؤيا المنام فقط، بل على فعل بلال وهو صحابي لا سيما في خلافة عمر رضي الله عنه، والصحابة متوافرون ولا تخفى عنهم هذه القصة، فسفر بلال في زمن صدر الصحابة لم يكن إلا للزيارة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك إبراد عمر بن عبد العزيز البريد من الشام في زمن صدر التابعين فلا يقل من لا علم له: إن السفر لمجرد الزيارة ليس بسنة. وأنشد بعضهم:
تمام الحج أن تقف المطايا ... على ليلى وتقرئها السلاما
" وفي الواقعات " : الأحسن بالحاج أن يبدأ بمكة فإذا قضى نسكه بمكة أتى المدينة، لأن الحج فرض والزيارة سنة، ولو كان الحج غير حجة الإسلام يبدأ بأيهما شاء، ولو بدأ بالمدينة في الوجه الأول جاز، وإذا نوى زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فلينو مع ذلك زيارة مسجده؛ لأنه أحد المساجد الثلاثة.
وأما كيفية زيارته صلى الله عليه وسلم وزيارة ضجيعيه رضي الله عنهما:
فإذا توجه إلى زيارة قبره الشريف صلى الله عليه وسلم أكثر من الصلاة والتسليم على سيدنا محمد البشير النذير صلى الله عليه وسلم في طريقه، وينبغي أن ينيخ بالبطحاء التي بذي الحليفة وهي المعرس ويصلي بها؛ تأسياً بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابن عمر رضي الله عنهما شديد الحرص على ذلك، ويروى عن نافع أنه انقطع عن ابن عمر حتى سبقه إلى المعرس ثم جاء إليه فقال له: ما حبسك عني، فأخبره فقال: إني ظننت أنك أخذت الطريق الأخرى ولو فعلت لأوجعتك ضرباً.
وليزد في الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم إذا وقع بصره على معاهد المدينة وحرمها ونخيلها وآبارها، وكلما قرب من المدينة وعمرانها زاد من الصلاة والتسليم، وسأل الله تعالى أن ينفعه بزيارته في الدنيا والآخرة ويستشعر تعظيم عرصاتها ويتخيل منازلها ورحباتها فإنها المواطن التي عمرت بالوحي والتنزيل، وكثر فيها تردد أبي الفتوح جبريل وأبي الغنائم ميكائيل، واشتملت تربتها على جسد سيد البشر، وانتشر عنها من دين الله تعالى وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انتشر، وقد أحسن ناظم هذه الأبيات راداً على من أنكر سماع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المصلى عليه الصلاة، وهي هذه الأبيات:
ألا أيها الغادي إلى يثرب مهلاً ... لتحمل شوقاً ما أطيق له حملا
تحمل رعاك الله مني تحية ... وبلغ سلامي روح من طيبة حلا
وقف عند ذاك القبر في الروضة التي ... تكون على يمنى المصلي إذا صلى
وقم خاضعاً في مهبط الوحي خاشعاً ... وخفض هناك الصوت واسمع لما يتلى
وناد سلام الله يا قبر أحمد ... على جسد لم يبل فيك ولن تبلى
تراني أراني عند قبرك قائماً ... يناديكم عبد ماله غيركم مولى
وتسمع عن قرب صلاتي مثلما ... تبلغ عن بعد صلاة الذي صلى
أناديك يا خير الخلائق والذي ... به ختم الله النبيين والرسلا
نبي الهدى لولاك لم نعرف الهدى ... ولولاك لم نعرف حراماً ولا حلا
ولولاك لا والله ما كان كائن ... ولم يخلق الرحمن جزءاً ولا كلا
واستحب بعض العلماء أن يقول: اللهم هذا حرم رسولك فاجعله لي وقاية من النار، وأماناً من العذاب وسوء الحساب، اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وارزقني في زيارة رسولك صلى الله عليه وسلم ما رزقته أولياءك وأهل طاعتك، واغفر لي وارحمني يا خير مسئول. وما يفعله بعض الناس من النزول عن الرواحل عند رؤيتهم المدينة والحرم النبوي، ومشيهم إما قليلاً أو إلى أن يصلوا لا بأس به؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم ينكر على وفد عبد القيس حين نزلوا عن الرواحل لما رأوه صلى الله عليه وسلم، وتعظيم جهته صلى الله عليه وسلم وحرمه المقدس بعد وفاته كهو في حياته. وحكى القاضي عياض في " الشفاء " : أن أبا الفضل الجوهري لما ورد المدينة زائراً وقرب من بيوتها ترجّل ومشى باكياً، منشداً:
ولما رأينا من لم يدع لنا ... فؤاداً لعرفان الرسوم ولا لبّى
نزلنا عن الأكوار نمشي كرامة ... لمن بان عنه أن نلمّ به ركبا
وينبغي أن يغتسل عند دخولها أو يتوضأ كما ذكرنا في دخول مكة، ويلبس أنظف ثيابه والجديد أفضل ويتطيب، ثم يدخل المدينة الشريفة قائلاً: بسم الله رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً، وليكن خاضعاً خاشعاً معظماً لحرمتها، مكثراً من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاصداً المسجد الشريف، وليحضر في نفسه شرف البقعة وجلالة من شرفت به، وأنها دار هجرته ومهبط وحيه وأصل الأحكام ومنبع الإيمان، وليكن ممتلئ القلب من هيبته صلى الله عليه وسلم كأنه يراه، وليمتثل في نفسه إذا مشى مواضع الأقدام الشريفة النبوية فلعله في موضع قدميه العزيزتين، فلا يضع قدمه إلا بسكينة ووقار كما كان صلى الله عليه وسلم يمشي، ومن الأدب إذا دخلها أن لا يركب فيها كما كان مالك رحمه الله يفعل وكان يقول: استحيى من الله عز وجل أن أطأ تربة فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بحافر دابة. فغذا وصل باب المسجد الشريف فيدخل من باب جبريل عليه السلام، ويقدم رجله اليمنى في الدخول واليسرى في الخروج وليقل ما قدمناه في دخول المسجد الحرام، وليدخل بخضوع وتذلل وأدب، حامداً لله تعالى شاكراً له على نعمته عليه، واستحب العلماء أن يقصد أول دخوله الروضة المقدسة وهي بين المنبر والقبر المقدس، فيصلي تحية المسجد في مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي الحفرة أو في غيره من الروضة أو من المسجد، فإذا صلى التحية شكر الله تعالى على ما أنعم به عليه، وسأله إتمام النعمة بقبوله زيارته. قال الكرماني: ويسجد بعد تحية المسجد سجدة شكراً لله تعالى على وصوله إلى تلك البقعة الشريفة والروضة المنيفة. وفي " الاختيار " : يسجد شكراً لله على ما وقفه، فإن خاف فوت المكتوبة بدأ بها وكفته عن تحية المسجد، ثم ينهض إلى القبر الشريف المقدس من ناحية القبلة فيقف قبالة وجهه الشريف. قال رشيد الدين: فيستدبر القبلة ويستقبل المسمار الفضة الذي بجدار القبر المقدس، على نحو أربعة أذرع من السارية التي هي غربي رأس القبر الشريف في زاوية جداره. وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: يقف على نحو ثلاثة أذرع من الجدار ويجعل القنديل الكبير على رأسه، ناظراً إلى الأرض غاض الطرف في مقام الهيبة والتعظيم والإجلال، فارغ القلب من علائق الدنيا، مستحضراً في نفسه جلالة موقفه ومنزلة من هو بحضرته، وعلمه صلى الله عليه وسلم بحضوره وقيامه وسلامه، ويمثل صورته الشريفة في حياته موضوعاً في لحده.
واستدبار القبلة هو المستحب عند مالك والشافعية والحنابلة. واختلفت عبارة أصحابنا في ذلك: ففي مناسك الفارسي والكرماني عن أبي الليث: يقف مستقبل القبلة مستدبر القبر المقدس، ويضع يمينه على شماله كما في الصلاة وهذا شاذ، والصحيح المعتمد عليه أنه يقف عند الرأس المقدس بحيث يكون على يساره، ويبعد عن الجدار قدر أربعة أذرع، ثم يدور إلى أن يقف قبالة الوجه المقدس مستدبر القبلة، ويصلي عليه صلى الله عليه وسلم ثم يسلم على أبي بكر وعلي وعمر رضي الله عنهما.
وروى الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه في مسنده عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: من السنة أن تأتي قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل القبلة، وتجعل ظهرك إلى القبلة وتستقبل القبر بوجهك ثم تقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. وليس من السنة أن يمس الجدار أو يقبله بل الوقوف من البعد أقرب إلى الإحرام، ومن الآداب أن لا يرفع صوته بالتسليم ولا يمس القبر بيده ولا يقف عند القبر طويلاً، ويرون أن أبا جعفر المنصور ناظر مالك بن أنس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مالك: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد، فإن الله عز وجل أدب قوماً فقال: " لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي " الآية. ومدح قوماً فقال: " إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله " . الآية. وذم أقوما فقال: " إن الذين ينادونك من وراء الحجرات " الآية. وإن لحرمته ميتاً كحرمته حياً. فاستكان لها أبو جعفر وقال: يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو، أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ولم تصرف وجهك عنه، وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة، بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله فيك. رواه الحافظ ابن بشكوال، ثم القاضي عياض رحمه الله في " الشفاء " . قال ابن جماعة: ولا يلتفت إلى قول من زعم أنه موضوع، لهواه الذي أراده.
قال الحافظ محب الدين: وعلامة الوقوف تجاه الوجه الكريم مسمار فضة مضروبة في رخامة حمراء.
قال المرجاني في " بهجة النفوس " : وجميع التواريخ المتقدمة يذكرون العلامة بالمسمار ويصفونه بأنه صفر ولعله غيّر، والذي هو موجود الآن عياناً ومشاهدة أنه من فضة. والله أعلم.
وأما الدلالة بالقنديل فقال الشيخ جمال الدين: الآن هنالك عدة قناديل جددت بعد احتراق المسجد، ثم قال: وموقف الناس اليوم للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرصة بيت أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنها.
قال المرجاني: وذكر لي بعض المتبصرين أنه أتى للسلام على النبي صلى الله عليه وسلم يرى في الحجر الأسود الذي تحت الرخامة الحمراء الذي فيها المسمار الفضة، صورة شخص له شعر طويل، مرة يعرفه ومرة يتركه، وهو ينظر إلى من يأتي للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرة يتبسم في وجه المسلم ومرة لا ينظر إلى أحد، وأكثر قعوده ثانياً إحدى رجليه نصف تربيعة وركبته الأخرى قائمة، ومن جانبه الأيمن مما يلي الروضة شخص آخر، ومن جانبه الآخر الأيسر البكري شخصان آخران، قال الراءي: فعدمت الخشوع في ذلك المحل الشريف بسبب رؤيتي لهما وشغل خاطري بهما. قال المرجاني: إشارة أيضاً إلى إثبات الوقار والحرمة المحركة لخواطر الاعتبار، سمعت والدي رحمه الله يقول: صلينا يوماً الظهر بحرم المدينة، وأقبل طائر عظيم أبيض طويل الساقين أتى من جهة باب السلام، وهو يطير مع جدار القبلة، وقد ملأ جناحاه ما بين الحائط القبلي والسواري، فلما حاذى المحراب وقف ومشى قليلاً قليلاً إلى أن وصل إلى الشباك موقف المسلمين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم ووقف، وجعل يضع منقاره على الأرض ويرفعه مراراً إلى أن فرغ الناس من صلاتهم، واجتمعوا عليه ينظرونه ثم مشى حتى خرج إلى صحن المسجد إلى نحو الحجارة التي يذكر أنها حد المسجد القديم، ثم فتح أجنحته وطار مرتفعاً في الجو غير مائل يميناً ولا شمالاً حتى غاب عن أعيننا.
كيفية السلام عليه
صلى الله عليه وسلم حال الزيارة والسلام على ضجيعيه رضي الله عنهما:
ليقل بخضوع قلب وغض طرف وخفض صوت وسكون جوارح: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الله، والسلام عليك يا خيرة الله من خلقه، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا سيد الأنبياء والمرسلين، السلام عليك يا خاتم النبيين، السلام عليك يا خير الخلائق أجمعين، السلام عليك يا قائد الغر المحجلين، السلام عليك وعلى أهل بيتك الطاهرين، السلام عليك وعلى أزواجك الطاهرات أمهات المؤمنين، السلام عليك وعلى أصحابك وآلك أجمعين، السلام عليك وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وسائر عباد الله الصالحين، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، جزاك الله عنا يا رسول الله أفضل ما جزى نبياً ورسولاً عن أمته، صلى الله عليك كلما ذكرك الذاكرون، وغفل عن ذكرك الغافلون، وصلى عليك في الأولين والآخرين أفضل وأكمل وأطيب ما صلى على أحد من خلقه أجمعين، كما استنقذنا بك من الضلالة، وبصرنا بك من العماية، وهدانا بك من الجهالة، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك عبده ورسوله وأمينه وخيرته من خلقه، وأشهد يا رسول الله أنك بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وكشفت الغمة، وجاهدت في الله حق جهاده، وعبدت ربك حتى أتاك اليقين، ونحن وفدك يا رسول الله وأضيافك، جئنا إلى جنابك الكريم من بلاد شاسعة وأماكن بعيدة، نقصد بذلك قضاء حقك علينا، والنظر إلى مآثرك، والتيمن بزيارتك، والتبرك بالسلام عليك، والاستشفاع بك إلى ربنا عز وجل، فإن خطايانا قد قصمت ظهورنا، وأوزارنا قد أثقلت كواهلنا، وأنت الشافع المشفع، وقد قال الله تعالى: " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً " . وقد جئناك يا رسول الله ظالمين لأنفسنا مستغفرين لذنوبنا، فاشفع لنا إلى ربنا، واسأله أن يميتنا على سنتك، ويحشرنا في زمرتك، ويسقينا بكأسك غير خزايا ولا ندامى، ويرزقنا مرافقتك في الفردوس الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، يا رسول الله الشفاعة الشفاعة، اللهم صلي على محمد وعلى آله محمد، وإنه نهاية ما ينبغي أن يسأله السائلون، وخصة بالمقام المحمود والوسيلة والفضيلة والدرجة العالية، وبغاية ما ينبغي أن يأمله الآملون، اللهم صلي على محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آل محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، ......
انظر اخي القارىء الى نعمة الزيارة التي منعونا الوهابية منها
2-اما كتاب الموطأ
 49 - باب قبر النبي صلى الله عليه و سلم وما يستحب من ذلك ( 1 )
 947 - أخبرنا مالك أخبرنا عبد الله بن دينار أن ابن عمر : كان إذا أراد سفرا ( 1 ) أو قدم من سفر جاء قبر النبي صلى الله عليه و سلم فصلى عليه ودعا ثم انصرف
 قال محمد : هكذا ينبغي أن يفعله إذا قدم المدينة ( 2 ) يأتي قبر النبي صلى الله عليه و سلم
 _________
 ( 1 ) قوله : وما يستحب من ذلك أي من زيارة قبره اختلف فيه بعد ما اتفقوا على أن زيارة قبره صلى الله عليه و سلم من أعظم القربات وأفضل المشروعات ومن نازع في مشروعيته فقد ضل وأضل فقيل : إنه سنة ذكره بعض المالكية وقيل : إنه واجب وقيل قريب من الواجب وهو في حكم الواجب مستدلا بحديث " من حج ولم يزرني فقد جفاني " أخرجه ابن عدي والدارقطني وغيرهما وليس بموضوع كما ظنه ابن الجوزي وابن تيمية بل سنده حسن عند جمع وضعيف عند جمع وقيل : إنه مستحب بل أعلى المستحبات وقد ورد في فضله أحاديث فمن ذلك " من زار قبري وجبت له شفاعتي " . أخرجه الدارقطني وابن خزيمة وسنده حسن وفي رواية الطبراني " من جاءني زائرا لا تعلمه ( هكذا في الأصل وفي مجمع الزوائد 4 / 2 : لا يعلم له حاجة ) حاجة إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعا " . وعند ابن أبي الدنيا عن أنس : من زارني محتسبا كنت له شفيعا وشهيدا . وأكثر طرق هذه الأحاديث وإن كانت ضعيفة لكن بعضها سالم عن الضعف القادح وبالمجموع يحصل القوة كما حققه الحافظ ابن حجر في " التلخيص الحبير " والتقي السبكي في كتابه " شفاء الأسقام في زيارة خير الأنام " وقد أخطأ بعض معاصريه وهو ابن تميمية حيث ظن أن الأحاديث الواردة في هذا الباب كلها ضعيفة بل موضوعة وقد ألفت في هذا البحث رسائل على رغم أنف المعاند الجاهل حينما ذهب بعض أفاضل عصرنا إلى مكة ورجع من غير زيارة مع استطاعته وألف ما لا يليق ذكره فالله يصلحنا ويصلحه ويوفقنا ويوفقه
 ( 1 ) قوله : كان إذا أراد سفرا وفي رواية عبد الرزاق : كان إذا قدم من سفر أتى قبر النبي صلى الله عليه و سلم فقال : السلام عليك يا رسول الله . وفي رواية : كان يقف على قبره فيصلي على النبي وعلى أبي بكر وعمر . وفي رواية عن نافع : كان ابن عمر يسلم على القبر ورأيته مائة مرة أو أكثر يأتي ويقول : السلام على النبي السلام على أبي بكر السلام على أبي . وظاهره أنه كان دأبه وإن لم يسافر كذا في " وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى " و " المواهب " وشرحه وفي الباب عن أنس عند البيهقي وابن أبي الدنيا وجابر عند البيهقي وأبي أيوب عند أحمد الطبراني والنسائي
 ( 2 ) بيان لهكذا أي يحضر عنده ويصلي ويسلم عليه

الكتاب : موطأ الإمام مالك
المؤلف : مالك بن أنس أبو عبدالله الأصبحي
الناشر : دار القلم - دمشق
الطبعة : الأولى 1413 هـ - 1991 م
تحقيق : د. تقي الدين الندوي أستاذ الحديث الشريف بجامعة الإمارات العربية المتحدة
عدد الأجزاء : 3
مع الكتاب : التعليق المُمَجَّد لموطّأ الإمام محمد وهو شرح لعبد الحيّ اللَّكنوي
باب قبر النبي (صلى الله عليه واله والسلم) ج3 ص448

وعلى هذا يجوز زيارة القبر الشريف فلماذا يمنعون المؤمنين من هذه العبادة العظيمة التي ينال العبد بها الشفاعة وغفران الذنب وغيرها
وعلى هذا تثبت زيارة قبور الاولياء والصالحين فتأمل
هذا ما شهدوه على انفسهم قال تعالى((....وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا..))سورة يوسف اية26

الحمدلله الذي وفقنا لهذا وارجو الله ان يوفقنا لاكثر من هذا ويمن علينا بالخير ونشكر الله على احقية مذهبنا الصحيح واكتبت هذا لاعم الفائدة للقارىء الكريم
ونسال الله ان يرزقنا زيارة قبر النبي صلى الله عليه واله وسلم واهل بيته عليهم السلام
واستغفر الله من زلل اللسان وزيغ القلوب واساله الثبات على الحق
وثواب هذا ابعثه الى بضعة الرسول وروحه التي بين جنبيه
واخر دعوانا ان الحمدلله ربي العالمين وصلى الله على محمدوال محمد وعجل فرجهم


هناك تعليقان (2):

  1. احسنت بارك الله فيكم

    ردحذف
  2. اللهم ارزقنا زيارة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم

    ردحذف